الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها.. أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
لاشك أن الأم الصالحة هي الاساس في نشأة جيلٍ صالح من الأبناء بعد هداية رب العالمين ،
ولاشك أن الله جل جلاله إذا أراد بأحد عبيده خيراً أن يرزقه الأم والمربية الصالحة التي تربيه وتعلمه على طرق الخير التي تودي الى مرضاة الله ودخول جنته .
وبما أن محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الانبياء والمرسلين ، وأحب الخلق الى رب العالمين
فمن المؤكد أن الله عز وجل سيختار له خيرة أمهات البشر ليشرفن على تربيته وتنشأته
خاصة أنه كما يعلم الجميع ولِد يتيم الأب
وبما أن اغلب كتب السير قد اسهبت في ذكر سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، واختصرت في سيرة أمهات النبي صلى الله عليه وسلم فقد رأينا أن نخص هذا الموضوع لذكر دورهن العظيم في تربية سيدنا ونبينا صلى الله عليه وسلم ، وما تمتاز كل منهن من اخلاق حميده ومواقف مشرفه يجب ان تقتدي بها كل أم مسلمة تحرص على تنشأة جيل صالح إن شاء الله
اما من هن ...
السيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنها ( والدته )
السيدة حليمة السعدية رضي الله عنها
( أمه من الرضاعه )
السيدة بركة بنت ثعلبة رضي الله عنها (مربيته)
السيدة صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنها (عمته)
السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم رضي الله عنها
(زوجة عمه أبي طالب)
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وخرجنا معه حتى انتهينا الى المقابر ، فأمرنا فجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى الى قبر فجلس إليه فناجاه طويلاً ثم ارتفع صوته ينتحب باكياً ، فبكينا لبكاء رسول الله فتلقاه عمر بن الخطاب فقال : ما أبكاكَ يا رسول الله فقد أبكانا و أفزعنا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن القبر الذي رأيتموني أناجيه قبر أمي آمنة بنت وهب وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي .
السيدة آمنة /
هي آمنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي الزهرية القرشية .
هي من بني زهرة من اكبر فخوذ قريش ، وقريش هم بنو النضر بن كنانة من اعرق القبائل العدنانية التي تنتسب الى النبي اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام .
كان والدها هو شيخ بني زهرة ، وكانت هي ابنته الصغيرة والمدللـه وكانت سيدة بنات بني زهرة نسباً وادباً وعقلاً ،
وعلى الرغم من ان العرب كانوا في تلك الفترة يعبدون الاصنام ، فقد كانت السيدة آمنة على فطرتها مؤمنة موحدة تبغض الاصنام ، وقد أمرت جاريتها وهي طفلة لا تكاد تحسن الكلام أن تزيل الصنم الذي كان يتصدر منزلها وكانت تبكي حتى يستجيبوا لرغبتها .
كان في بني زهرة امرأة نصرانية عالمة بالانجيل والكتب السماوية اسمها سودة بنت عبدمناف ، وقد علمت ان زمانها هو زمن ظهور نبي ، وقد عرفت علاماته الموجودة في الانجيل .
وعرفت علامات أمه وأبيه وأهل بيته ..
وبعد بحث وتدقيق علمت او لنقل توقعت ان والدة النبي المنتظر من بني زهرة ..
وجاءت لتبحث في بنات بني زهرة لعلها تصل الى هدفها المنشود ..
فكانت تجمع كل نساء القبيلة في مجلس وتحكي لهم اخبار الامم السابقة .
فطلبت منهم في احد الأيام ان يحضروا بناتهم وان يجمعوهم في مجلس واحد .
وراحت تنظر إليهن وتتفرس في ملامحهن
عن ما كانت تبحث ؟؟؟
وما صفات والدة النبي المذكورة في كتب النصارى ؟
انها من نسل الانبياء
ان بها نور في جبهتها يميزها عن كل قريناتها
انها لا تسجد للاصنام
ان لها حكمة وعلماً اكبر من سنها
نظرت اليهن طويلاً ولفت انتباهها النور في وجه آمنة
(وكانت في ذلك الوقت طفله عمرها 8 سنوات)
فاستغربت نساء بني زهرة وسألن سودة عن تصرفاتها الغريبة .
فقالت سودة : إن فيكم يا بني زهرة من تلدُ نذيراً
فطلبت منهن ان يأتوا جميعاً معها الى الكعبة .
فلما وصلنها طلبت سودة من البنات ان تدخل كل واحدة الى البيت الحرام لوحدها .
فصاروا يدخلن الواحدة تلو الأخرى
<<<<<<<< وكان عند مدخل الحرم اصنام ( اللات والعزى) التي يعبدها أهل مكة
فكل ما دخلت بنت كانت تسجد للاصنام وتدعو عندها
حتى جاء دور السيدة آمنة فمرت من بينها ولم تلتفت إليها ، ودخلت حتى صارت عند مشارف الكعبة وسجدت هناك.
فسألتها سودة : لما لم تسجدي للآلهه يا آمنة ؟
فقالت : إنما هي حجارة لا تنفع ولا تضر ، وإني لا اسجد الا لرب هذا البيت .
فعرفت سودة ان هذه هي المقصودة فحملتها على كتفها وصاحت في نساء بني زهرة قائلةً ..
هذه تلدُ النذير ..هذه تلدُ النذير !!!!!!!
عبدالله والد رسول الله /
كان عبدالمطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم سيد مكة وشيخ بني هاشم وقبائل قريش كلها ، وقد جمع جميع اسباب الشرف والرفعة ، كان له ولد واحد هو الحارث بن عبدالمطلب وكان يشقى ويتعب في خدمة زوار بيت الله الحرام وليس عنده كثرة من الابناء ، فنذر أمام الكعبة أنه إذا رزقه الله عزوجل عشرة أبناء أن يذبح أقربهم الى نفسه .
فرزقه الله عزوجل عشرة أبناء كان اصغرهم وأحبهم إليه عبدالله ، فعزم على الوفاء بنذره فجمع اهل مكة عند الحرم وعزم على ذبح ابنه عبدالله .
فمنعه أخوال عبدالله وعزموا عليه ان يكفر عن يمينه ويذبح فداء ابنه مائة من الابل ويوزعها على المساكين .
<<<<<<<<< لذلك قالت العرب ( الخال والد )
وعم الفرح أرجاء مكة المكرمة من اجل فداء عبدالله وعلى الوليمة العظيمة التي اطعمت كل محتاج من اهل مكة وزوارها ..
ماهي صفات عبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
كان أشرف شباب مكة وأعفهم ، كريماً جواداً أميناً جاداً محباً لمجالسة الكبار كارهاً للهو وكان جميلاً طويل القامة وله هيبة ووقار .
وله نورٌ في جبهته وكان موحداً مؤمناً يبغض الأصنام
كان شيوخ واعيان القبائل العربية يقدمون الى مكة المكرمة ، ويعرضون عليه بناتهم للزواج فلم يكن في الشباب مثله
كما كانوا يريدون ان ينالوا شرف مصاهرة النسب العظيم
فقبيلة قريش تنتسب كما قلنا للنبي ابراهيم عليه السلام
أراد أبوه أن يزوجه سيدة بني زهرة وأشرف بناتها وابنة شيخها السيدة آمنة بنت وهب ..
وفي الطريق الى بني زهرة ، أوقفتهم امرأة من نصارى العرب كانت تزور مكة ..
سألت عن الشاب الذي يشع وجهه نوراً
فقالوا لها أنه ابن سيد مكة وشيخ بني هاشم عبدالله بن عبدالمطلب
فاعترضت عبدالله وقالت له : يا عبدالله تزوجني الساعة وتزوج بعدي من شئت
فقال لها انه لا يخالف رغبة أبيه واعرض عنها
وتم الزواج بعد ذلك بفترة قصيرة ، وامتلأت مكة المكرمة بالأفراح فلم يكن في شبابها مثل عبدالله ولا في بناتها مثل آمنة .
وبينما كان الجميع سعداء في هذا اليوم المنشود ، رأى عبدالله امرأة تبكي فعرفها هي نفسها التي طلبته للزواج يوم خطب آمنة .
فقال لها : مابك يا امرأة ؟ ليست هذه ساعة بكاء
فقالت : لقد رأيتُ فيكَ ذلك اليوم نوراً أحببتُ أن يكون فيي، واليومَ أراهُ قد فارقكَ الى غيري ، فلم تعد لي بك حاجة.
<<<<<<<<< كان ذلك نور النبوة .. نور محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام
وفي ليلة زفافها رأت السيدة آمنة امرأة في منامها ، قالت لها : لقد حملتي بسيد هذه الأمة .
لقد قصت آمنة مارأته في منامها ، وما قالت لها سودة بنت عبدمناف لما كانت طفلة ، وقص عبدالله ماقالته المرأة النصرانية .
استغرابا وأطالا التفكير ، ولكنهما علما أنه سيكون لابنهما المنتظر شأنٌ عظيم
وأي شأن أعظم من أن يكون خاتم الأنبياء والمرسلين ، وأحب الخلق الى الله رب العالمين ، وأول من يدخل الجنة ويسكن الوسيلة والفضيلة أعلى درجاتها ، ويصلي ويسلم عليه رب العزة والجلالة من فوق سبع سماوات ، وملائكته وجميع عباده المؤمنين الى يوم الدين ..
رحلة عبدالله /
بعد اشهر من زواجه خرجت قافلة تجارية الى الشام ، فأراد عبدالله أن يخرج معها ليؤمن لأسرته عيشاً كريماً .
ودع عبدالله زوجته آمنة وأهله ، وأوصاها أن تبقى عند أهلها حتى يعود إليها .
وفعلاً كانت الرحلة مثمرة وربحت القافلة الكثير من الأموال . وفي طريق العودة استعجل عبدالله مع نفرٍ من اصحابه ومع أخيه الحارث بن عبدالمطلب فسبقوا القافلة وذلك لاشتياق عبدالله للقاء عروسه آمنة .
وبالفعل وصلوا على مشارف الحجاز بأسرع من المتوقع ، ولكن عبدالله مرض بالحمى ، فأوصى أخوه الحارث ان ينزل في يثرب ( المدينة المنورة) التي كانوا قريبين منها ليرتاح ويتلقى العلاج اللازم .
ولكنه مالبث أن توفي رحمه الله
كانت فاجعةً على أخيه الحارث فصار يقول : ماذا أقول لأبي إذا سألني عنه !!! ماأقول لأمه !! ما أقول لزوجته!
وبعد أن فرغ من دفنه اتجه الى مكة المكرمة لينقل الخبر الحزين .
فزع عبدالمطلب بن هاشم وسائر زوجاته وابناءه ، وعندما نقل الحارث الى آمنة الخبر استغرقت في البكاء .
فدخلت لمواساتها أمها و أخوات زوجها و صاحبتها فاطمة بنت أسد بن هاشم ( والدة الامام علي) رضي الله عنهما .
وكان أكبر مواساة لآمنة علمها بخبر حملها بالنبي المنتظر التي بُشرت به منذ أن كانت طفلة صغيرة
فقررت ان تكرس حياتها لتربيته ، وتمنت ان تكون اول من ينصره عندما تنزل عليه الرسالة .
لم تحس آمنة بمتاعب الحمل فالذي في احشائها ليس جنيناً عادياً من عامة ناس ، بل رسول الله وخاتم النبيين
فكان حمله وولادته سهلة ميسرة ، وفي يوم الاثنين 12 ربيع الاول من سنة 40 قبل البعثة ، الموافق 20 ابريل عام 571م ولد محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد رأت أمه آمنة ليلة ولادته في منامها ، السيدة مريم بن عمران والسيدة آسيا بنت مزاحم سيدات نساء الجنة .
وهن يحملن طفلاً رضيعاً ويقولون ( نعيذه بالله الواحد من شر كل حاسد )
ثم قالوا لها سميه محمداً ..
فلما حانت ساعة الولادة لم تشعر آمنة بأي ألم أو وجع ، وخرج وليدها النبي وهي لا تشعر به ..
وامتلأ البيت نوراً رآه كل من حضر الولادة ، فكانت أول البشائر بولادة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام .
عام الفيل /
وقعت حرب قبيل ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ، بين ذي نواس ملك اليمن و النجاشي ملك الحبشة .
استطاعت جيوش النجاشي ان تغزو اليمن بقيادة أبرهة الحبشي ، فاحتل اليمن وبنى فيها دولة تابعة للحبشة .
وبنى في صنعاء كنيسة عظيمة اسمها القليس .
ودعى العرب الى الحج اليها بدلاً من الكعبة ، وذلك ليستفيد مما ينفقه الحجاج اثناء الاقامة .
ولكن أحداً لم يلبي دعوته ، وبقيت كنيسته له ليتفرج عليها لوحده .
فعزم على غزو الحجاز وهدم الكعبة المشرفة .
<<<<<<<< وقد نسي هذا الهالك ان للبيت ربٌ يحميه
وجهز جيشاً من 100 ألف مقاتل ، واخذ معه اكثر من خمسين فيلاً ، ليهدم بهم الكعبة .
استطاع هزيمة من وقف بوجهه من قبائل العرب التي كانت متفرقة وضعيفة قبل أن يوحدها الاسلام .
وصار عند مشارف مكة ، فخرج اليه سيدها عبدالمطلب بن هاشم وحذره من حرمة بيت الله الحرام .
فلم يرتدع فقال له : للبيتِ ربٌ يحميه ..
فلم يرتدع هذا المغرور البائس ، ووقع فيما وقع فيه فرعون من قبله ، فآذن لنفسه ولقومه الهلاك .
أرسل الله عز وجل اليهم طيوراً تحمل حصى ،
<<<<<<<< ولكنها حصى من جهنم
فكان كل طير يقذف الحصى على رأس رجل حبشي ..
فماذا تتصوروا ان يحصل له .. ؟
حتى عظامه كانت تتحلل وتذوب من حرارة حصى صغيرة من حصاة جهنم .
<<<<<<<<<<< لا حول ولا قوة إلا بالله
الله يحرمها على جلودنا
وتم القضاء على ابرهه وجيشه الكبير ولم ينجو منهم احد
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم ترى كيفَ فعلَ ربكَ بأصحابِ الفيل () ألم يجعل كيدهم في تضليل () وأرسلَ عليهم طيراً أبابيل () ترميهم بحجارةٍ من سجيل () فجعلهم كعصفٍ مأكول()
الأم الثانية /
مرت الاشهر الاولى من حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو يعيش برعاية أمه آمنة التي أحبته وتعلقت به حتى قبل ان تحمل به .
كان عند اهل مكة وعند بني هاشم آل البيت الكرام ، عادة ارسال اطفالهم عند مرضعات من قبائل تسكن في البادية خارج مكة ، لعدة اسباب اهمها ..
حمايتهم من الأمراض التي تصيب المقيمين في مكة عندما تزدحم بالزوار خاصة في موسم الحج .
كانت السيدة آمنة ترفض ذلك في البداية ، ولكن بعد ان اقنعتها صاحبتها فاطمة بنت اسد وافقت ، وهذا من حكمتها فكانت صحة ابنها مقدمة على عاطفتها كأم ترغب ان يبقى ابنها في حجرها .
حليمة السعدية /
هي حليمة بنت عبدالله بن الحارث بن شجنة بن جابر السعدية ، وكانت قبيلتها بنو سعد من القبائل الرحل التي تنتقل من مكان الى آخر للبحث عن موارد المياه والرزق
كانت هي وزوجها الحارث بن رفاعه السعدي يعانون من الفقر وضيق ذات اليد ، فلم تكن تتناول من الطعام الا مايسد الرمق ، وحليب صدرها لا يكاد يكفي ابنها عبدالله بن الحارث .
ولكن نساء القبيلة اصروا عليها ان تذهب معهم الى مكة لعلها تحصل على مصدر رزق طيب من ارضاع احد ابناء السادة في مكة المكرمة.
وبالفعل ذهبت معهم ولكنهم سبقوها ، لانها لم تكن تملك حصاناً سريعاً مثلهن ، فكانت تركب على بغلتها ..
اعرضت نساء بني سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه يتيم وكانوا يطمعون في صلة والد الطفل الذي يرضعنه
<<<<<<< فكان ذلك من شقوتهن وسعادة حليمة رضي الله عنها
فلما وصلت حليمة لم تجد الا النبي صلى الله عليه وسلم ، فاتجهت الى منزل آمنة واخذتها منه ..
فلما شارفت على الخروج قالت لها آمنة : احرصي عليه فسيكون لابني هذا شأنٌ عظيم عسى ان تدركي من خيره
طبعاً لم يتأخر الخير عن حليمة ، فالطفل الذي بين يديها هو احب الخلق الى رب العزة والجلالة .
تقول حليمة عن ذلك : ( فلما أخذته رجعت به الى رحلي ، فلما وضعتهُ في حجري أقبل على ثدياي بما شاء من لبن ، فشرب حتى روي ، وشرب معه اخوه حتى روي ثم ناما ، وما كنا ننام معه قبل ذلك )
<<<<<<<<< وذلك لبكاء ابنها من قلة حليبها ، ولكن بمجرد وصول حبيب الله الى بيتها ، امتلأ ثديها باللبن ، وامتلأ ضرع الشاة التي تملكها حليباً كثيراً مكنهم بيعه من شراء قطيع من الشياه اغنتهم عن الحاجة ،،
ثم تتابع حليمة وتقول : ( ثم قدمنا مضاربنا من بني سعد ، وما أعلم أرضاً أجدب منها ، فكانت غنمي تروح حيث قدمنا به معنا شباعاً لبناً ، فنحلب ونشرب ، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم : اسرحوا حيث يسرح غنم حليمة )
وبعد سنتين عادت حليمة مع النبي صلى الله عليه وسلم الى أمه آمنة ، وكانت ترجوها ان يبقى عندها عاماً آخراً حتى يشتد عوده ، فوافقت آمنة بعد ان رأت لهفتها ودموعها.
حادثة شق الصدر /
بعد عودة حليمة الى مضاربها بأشهر ، دخلت عليها ابنتها الشيماء خائفة وهي تقول :
ذاك أخي القرشي قد اخذه رجلان عليهما ثياب بيض ، فأضجعاه وشقا بطنه .
فخرجت حليمة وزوجها الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: مالك يابني ؟
فقال : جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئاً لا ادري ماهو
<<<<<<< كان الرجلان جبريل وميكائيل عليهما السلام ارسلهما الله عز وجل لتطهير قلب رسول الله
فأرجعت حليمة ابنها الى أمه ، وحكت لها ماجرى
فقالت لها آمنة : يا حليمة أتخوفت عليه الشيطان ؟
حليمة : نعم
آمنة : لا والله ماللشيطان عليه من سبيل ، وإن لبني شئناً ، فقد رأيتُ حين حملته نوراً أضاء لي قصور بصرى من أرض الشام ، فوالله ما رأيت حملاً أخف ولا أيسر منه ، ووقع حين ولدته وإنه لواضعٌ يده بالأرض رافع رأسه الى السماء ، دعيه وانطلقي راشدة
ودعت حليمة النبي صلى الله عليه وسلم بالدموع ، فقد كانت أمه الثانية بعد أمه آمنة .
بعد سنوات طوال ، وبعد ان افتتح المسلمون الطائف ، وقع في الأسر من بني سعد اكثر من 6000 اسير واسيرة ، وكانوا حلفاء قبيلة هوازن التي كانت تحارب المسلمين
فأكرمهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأعتقهم جميعاً وأعاد اليهم أموالهم التي غنمها المسلمون ، فكان ذلك سبباً في اسلامهم ، فجاءته أمه بالرضاعه حليمة مسلمة مبايعه
يروي هذا اللقاء الصحابي الجليل ابي الطفيل بن عامر رضي الله عنه فيقول ( أقبلت امرأة من بني سعد الى النبي صلى الله عليه وسلم ، فبسط لها رداءه فجلست عليه ، فقلت : من هي ، فقالوا : هذه أمه التي أرضعته)
الرئيسية 
الثلاثاء يوليو 10, 2012 11:21 pm
